حنان الكسواني
عمان - أجرى فريق طبي مشترك من أطباء في مستشفيي الجامعة الأردنية وابن الهيثم أمس، أول عملية جراحية في منطقة الشرق الأوسط، لطفلة تعاني تشوها خلقيا في عظم العينين.
وبحسب اختصاصي جراحة الفك والوجهين في مستشفى الجامعة الأردنية رئيس الفريق الطبي الدكتور زياد الملكاوي، فإن "هذا النوع من العمليات النادرة في منطقة الشرق الأوسط، تصل نسبة نجاحه إلى أكثر من 95%".
وكانت الطفلة لين سلامة الخلايلة (9 أعوام) تعاني من تشوه خلقي، يحرمها من الإبصار كلما تقدمت في العمر، بحسب الملكاوي، الذي أشار الى أن "إعادة تشكيل وترميم في عظم العينين، منحها حقها في العيش، كطفلة ترغب في اللعب مع أقرانها".
وتم قص العظم المحيط بالعينين بمقدار سنتمتر من الجهتين، إضافة الى التخلص من الزوائد العظمية بينهما بمقدار 1.2 سم، كما تم تقريب إطار العينين من بعضه، وتثبيت العظم بصفائح تيتانيوم، وهي صفائح رقيقة، متينة، خفيفة الوزن، يمكن تصميمها وفق مواصفات الجزء المفقود من الجمجمة، إذ تتلاءم بيولوجيا مع جسم الإنسان.
وتعتمد هذه التقنية الجراحية الجديدة، التي نفذت في ألمانيا، لسد الثغرات في جمجمة الرأس على نوع جديد من سبائك التيتانيوم، وفق الملكاوي الذي أكد على عدم وجود أي تأثيرات جانبية على العين أو النظر بسببها، موضحا أن اختصاصي جراحة الدماغ والأعصاب الدكتور عوني مشربش تابع الجزء الأعلى من العينين للتحكم بالبصر.
واعتبر الملكاوي أن حجم التشوهات الخلقية في الوجه والفكين، مرتفع في الأردن، مستندا إلى عدد الإصابات بين مراجعي عيادته في مستشفى الجامعة، ومبينا أنه "من بين 20 مريضا يرصد 3 مصابين، يحملون تشوها في الوجه والفكين، أي بنحو 15%".
وعزا ذلك، الى أسباب وراثية، وتناول أمهات أدوية ذات علاقة بالكورتوزون، وسقوط أطفال عن أماكن مرتفعة قليلا، من دون أن يلتفت الأهل أو ينتبهوا الى علاجهم، حتى يكبروا ويصبحوا في سن متقدمة، فيصعب علاجهم.
ودعا الملكاوي الأهالي الى مراقبة نمو أطفالهم، ومراجعة الأطباء المختصين في حال ملاحظة أي تغيير على الوجه من الناحية العلوية والسفلية، بالإضافة الى طلبه من الأمهات الابتعاد عن صور الأشعة أثناء حملهن، ومراجعة أطباء النسائية عند تعرضهن لإصابات شديدة مباشرة على بطونهن.
وحول عملية الطفلة لين، اعتبر الملكاوي أن التعاون بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى الإمكانات الفنية والتقنية لتصميم موديل لجمجمة الطفلة، قبل إجراء العملية أسهم في نجاحها"، موضحا أن الطفلة "تتمتع بصحة جيدة"، مبينا أن العملية استمرت زهاء 10 ساعات في مستشفى ابن الهيثم.
وكان أطباء جراحة دماغ وأعصاب، طلبوا من أهل لين إجراء العملية خارج الأردن، عند مراجعتهم بشأن تشوهها، وطلبوا منهم معالجتها في الولايات المتحدة الأميركية أو في أوروبا، بيد أن تكاليف العملية في الخارج، يصل الى عشرة أضعاف تكاليفها في الأردن، ما حال دون تمكن الأهل من إجرائها في الخارج.
ورد الملكاوي "إن القطاع الطبي بما فيه الخدمات الطبية الملكية، قادر على إجراء مختلف العمليات التي تجرى في الدول المتقدمة، وبالمواصفات العالمية نفسها".
وتقدر التكلفة الإجمالية لهذه العملية في أوروبا بنحو 50 ألف دينار أردني، بينما تقدر كلفتها في الأردن بنحو 8 آلاف دينار، معتبرا أن إجراء مثل هذه العمليات الدقيقة والنادرة، يؤكد على أن الأردن مركز إقليمي للسياحة العلاجية الطبية التي ترفد الاقتصاد الوطني بملايين الدنانير سنويا