الملك يتلقى رسالة من رئيس الوزراء بمناسبة رفع خطة وبرنامج عمل الحكومة
عمان - تلقى جلالة الملك عبدالله الثاني رسالة من رئيس الوزراء سمير الرفاعي أمس بمناسبة رفع خطة وبرنامج عمل الحكومة الشامل لجلالته والتي أعدتها تنفيذا لكتاب التكليف السامي.
وقال رئيس الوزراء في الرسالة "إن الحكومة وهي تتشرّف بأن ترفع إلى مقامكم السامي خطتها وبرامج عملها لمتطلبات النقلة النوعية المنشودة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتضعها أمام الأردنيين جميعا، لتؤكد عزمها وحرصها، بأن تكون دائما وأبدا على قدر ثقتكم الغالية، في قيامها بكافة المسؤوليّات الدستورية وبأمانة تامّة وشفافية وشراكة حقيقية مع الجميع، وها هي الخطة الحكومية، وثيقة للمحاسبة والمساءلة والتقييم، مثلما هي برنامج عمل والتزام بالأولويات".
وأوضح الرفاعي أن الخطة تؤكد أهمية مأسسة اتخاذ القرار من خلال اللجان الوزارية ولجان الشراكة مع القطاع الخاص ومتابعة الأداء الحكومي، كما تتوخى أن تتمكن برامج العمل المطروحة، بكل كفاءة واقتدار، من التعاطي الإيجابي الفاعل مع التحديات الجوهرية التي تلقي باستحقاقاتها على مسيرة العمل والإنجاز في هذا الحِمى الهاشميّ المنيع.
رئيسالوزراء: حريصون علىالقيام بمسؤولياتنا بأمانة وشراكة حقيقية مع الجميع
بسم الله الرحمن الرحيم مولاي صاحب الجلالة الهاشمية، الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله راية ولواءً، وظلا ظليلا، وسندا وذخرا. يشرفني، يا مولاي، أن أرفع وزملائي الوزراء إلى مقامكم السامي، أسمى آيات الولاء والإجلال، داعياً المولى جلت قدرته، أن نكون على قدر ثقة القائد الرائد، أهلا للمسؤولية، في خدمة الأردن الغالي، وتحقيق رؤاكم السامية، لما فيه خير الأردنيين جميعا.
لقد جاءت توجيهاتكم الصريحة، يا مولاي، في كتاب التكليف السامي، بضرورة إعداد خطة واضحة مفصّلة، لعمل الحكومة في مختلف مجالات العمل العام؛ تأكيدا على أهمية العمل المنهجي المسؤول، وبما يضمن تحقيق أعلى مستويات الشفافية والمساءلة والتقييم، على أسس واضحة، وإنه ليشرفني أن أرفع إلى مقام مولاي المعظم، وفي نهاية الفترة الزمنية اللازمة التي حددها كتاب التكليف السامي، برنامجَ العمل الشامل، الذي ناقشه وأقرّه مجلس الوزراء، لينطلق عملُ الحكومة، وفق مرجعيات وخطط محكومة بجداول تنفيذٍ زمنية محددة، واستنادا إلى معايير إنجاز وأداء واضحة ومعلنة وقابلة للقياس.
مولاي المعظم، ومنذ اللحظة الأولى، التي تشرّفنا فيها بحمل أمانة ثقتكم الغالية، وقد حدّد كتاب التكليف السامي منهاج عمل الحكومة، وطبيعة أدائها والغايات العامّة، بدأ العمل، بروح الفريق الواحد، بهدف ترجمة رؤى جلالتكم ومبادراتكم المعطاءة، وفي ضوء توصيات الأجندة الوطنية، ضمن خطة العمل التنفيذية المرفقة، وهي الخطة التي اعتمدت، في الأساس، سبعة محاور مفصليّة، في سبيل ضمان الحدّ الأعلى من الإنجاز وتحقيق الغايات الوطنيّة المطلوبة، ولقد ساهم في هذا الجهد أيضاً المسؤولون في الوزارات والمؤسسات العامة، واللجان المتخصصة التي رفدت أعمالهم.
وتأتي هذه الخطة، يا مولاي، لتؤكد أهمّيّة مأسسة اتخاذ القرار من خلال اللجان الوزارية ولجان الشراكة مع القطاع الخاص ومتابعة الأداء الحكومي، كما تتوخى أن تتمكن برامج العمل المطروحة، بكل كفاءة واقتدار، من التعاطي الإيجابي الفاعل مع التحديات الجوهرية التي تلقي باستحقاقاتها على مسيرة العمل والإنجاز في هذا الحِمى الهاشميّ المنيع. ولقد تمثلت الخطوة الأولى، والأساس، في ضرورة وضع برنامج اقتصادي وطني لمواجهة الاختلالات القائمة، وتداعيات الأزمة العالمية الراهنة، مع التركيز على الأهمية القصوى لتكريس مبدأ الشراكة، وتعزيز دور المواطنين، في كافة القطاعات، وبمختلف فئاتهم، في الحياة العامة وفي صنع القرار، وتعميق مشاركتهم، من خلال منظمات المجتمع المدني، والهيئات المتنوّعة، في ميادين التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع الالتزام الكامل، بمتطلبات الشفافية والنزاهة والمساءلة ومكافحة الفساد.
مولاي صاحب الجلالة، وإن حكومتكم وهي تتشرّف بأن ترفع إلى مقامكم السامي خطتها وبرامج عملها لمتطلبات النقلة النوعية المنشودة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتضعها أمام الأردنيين جميعا، لتؤكد عزمها وحرصها، بأن تكون دائما وأبدا على قدر ثقتكم الغالية، في قيامها بكافة المسؤوليّات الدستورية وبأمانة تامّة وشفافية وشراكة حقيقية مع الجميع، وها هي الخطة الحكوميّة، يا مولاي، وثيقة للمحاسبة والمساءلة والتقييم، مثلما هي برنامج عمل والتزام بالأولويّات. واللهَ أسأل، أن يكلأكم بعظيم عنايته، ويسدّد على طريق الخير والعطاء خطاكم، ويديمكم ذخرا للأردن الغالي، وسندا للأمّتين العربيّة والإسلاميّة، ونبراسا منيرا يضيء لنا الطريق، ويهدينا سواء السبيل، في خدمة الأردن الآمن المزدهر المستقرّ في ظلّ رايتكم الهاشميّة الخفّاقة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.