اسلام اباد - ا ف ب - اكد الجيش الباكستاني امس اعتقال القائد العسكري لطالبان افغانستان الملا عبد الغني برادار الذي يعتبر الذراع اليمنى لقائد الحركة الملا عمر.
وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال اطهر عباس في بيان مقتضب «بعد عملية تحقق مفصلة من الهوية، تأكد ان احد المعتقلين هو فعلا برادار»، مضيفا ان «مكان الاعتقال وتفاصيل العملية لا يمكن ان تكشف لاسباب امنية».
وقد اعلنت وسائل الاعلام الاميركية وعلى رأسها صحيفة «نيويورك تايمز» الثلاثاء ان القائد العسكري لحركة طالبان الافغانية اسر في جنوب باكستان قبل ايام في عملية نفذها عملاء في الاستخبارات الاميركية والباكستانية. لكن المتمردين الاسلاميين نفوا ذلك مؤكدين ان برادار يواصل قيادة عمليات حركة طالبان «الجهادية». والملا برادار يقدم بانتظام على انه الرجل الثاني او الثالث في قيادة حركة طالبان الافغانية بعد مؤسسها وزعيمها الملا محمد عمر. وقال خبراء في باكستان وافغانستان ان اعتقاله يشكل بدون ادنى شك ضربة قوية لطالبان.
وقال رحيم الله يوسفزائي الخبير الباكستاني في شؤون طالبان «انه صديق مقرب للملا عمر وهما من الجيل نفسه وكان ضمن مجموعة تضم ثلاثين شخصا يعتبرون مؤسسي حركة طالبان».
والملا برادار واسمه الحقيقي عبد الغني برادار كان في قمة هرم القيادة العسكرية كما كان يقرر في الشؤون المالية.
ولد في ولاية ارزوغان (جنوب) وينتمي الى عشيرة بوبالزاي وهي قبيلة بشتونية نافذة ينتمي اليها ايضا الرئيس حميد قرضاي. وقد حارب في البداية السوفيات في الثمانينات بدعم من الاميركيين والباكستانيين.
وبحسب انتربول فان الملا بارادار البالغ من العمر 42 عاما ينتمي منذ ايار 2007 الى القيادة العليا لطالبان. وقد عينه الملا عمر قائدا عسكريا لطالبان. وراى اخصائيون ان اعتقاله يشكل تحولا في سياسة باكستان حيال طالبان. وقال ارتورو مونوز وهو عميل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) «انه تحذير واضح الى قادة الطالبان الافغان في باكستان: ان الامور قد تبدلت. فلا بد من الخيار، اما ان تواصلوا القتال وذلك سيكون بدون مساعدتنا، واما ان تتعاونوا». واضاف «كان قائدا يحظى باحترام كبير ومحبوبا وخسارته سيكون لها تأثير كبير على معنويات حركة طالبان، خصوصا وان الطالبان اناس مقاومون وهم في حرب منذ بعض الوقت». وياتي تاكيد اسلام اباد لاعتقاله في وقت عقد الرئيس الاميركي باراك اوباما فيه امس مجلسا حربيا حول افغانستان لتقييم اثار الهجوم الذي تشنه القوات الدولية والافغانية في مرجه، احد معاقل حركة طالبان في جنوب افغانستان.
على صعيد اخر قتل ما لا يقل عن اربعة اسلاميين امس بصواريخ اطلقتها طائرة بدون طيار اميركية، وهي الضربة الثالثة من هذا النوع خلال ثلاثة ايام في شمال غرب باكستان حيث تستهدف واشنطن القاعدة وطالبان بانتظام، حسب ما اعلن عسكريون باكستانيون. وقال مسؤول عسكري رفض الكشف عن اسمه الهجوم استهدف ابنية يستعملها متمردون اسلاميون في قرية تابي تولخيل في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية بالقرب من الحدود مع افغانستان.
وقال «بحسب المعلومات الاولية قتل اربعة متمردين وجرح اثنان».
واكدت ثلاثة مصادر عسكرية اخرى ومسؤولون في الادارة المحلية الهجوم والحصيلة. واكد احد المصادر ان المجمع المستهدف كان منزل ضيافة لطالبان الافغان